تأثير السوشيال ميديا على الإجراءات الجنائية في مصر: هل غير التريند مسار القانون؟ - محمد حماد المحامي

تأثير السوشيال ميديا على الإجراءات الجنائية في مصر: هل غير التريند مسار القانون؟

يُعتقد أن القانون هو مجموعة من القواعد الثابتة التي لا تتأثر بضجيج الشارع، ولكن، أثبتت أحداث بارزة في مصر أن “التريند” على السوشيال ميديا أصبح قوة مؤثرة ومحركاً أساسياً للعدالة.

في هذه المقالة نحلل كيف يمكن للرأي العام أن يغير مسار الإجراءات الجنائية، من خلال دراسة حالتين بارزتين هما: حادث “فتيات العنب” وواقعة “شهاب”.

من مأساة إلى قانون: التحول الجذري في الإجراءات

عندما تحولت مأساة الطريق الإقليمي إلى قضية رأي عام، لم يكن رد فعل ممثلي القانون عابراً، فقد أدى الغضب الشعبي إلى تغيير مباشر في الإجراءات القانونية:

  • قبل الحادثة: كان من الشائع أن يتم إخلاء سبيل المتهمين في بعض حوادث القتل الخطأ أو الاصابة الخطأ بالطرق بكفالة بسيطة.
  • بعد الحادثة: أصبحت النيابة العامة تحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووصلت الكفالة الي مبالغ كبري.

هذا التحول لم يكن مجرد صدفة، بل كان رسالة واضحة من ممثلي القانون بأن التهاون في هذه الجرائم قد انتهى.

العدالة في عصر السوشيال ميديا: مثال قضية “شهاب”

قدمت واقعة “شهاب” دليلاً آخر على قوة التريند، فالفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، لم يكن مجرد خبر، وأدى هذا الفيديو إلى تحرك فوري من الأجهزة الأمنية، وتقديم المتهم للمحاكمة العاجلة والحكم عليه من محكمة جنح الطفل بالأميرية بالحبس سنتين، وإيداعه مؤسسة عقابية، لاتهامه بالاعتداء على شخص باستخدام أداة حادة “مفك” بطريق الأوتوستراد.

ما يثبت أن الضغط الجماهيري يمكن أن يسرّع من وتيرة العدالة في القضايا التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة.

الوجه الآخر للعملة: عندما تغيب الأضواء

رغم أن هذه القضايا أثبتت أن السوشيال ميديا يمكن أن تكون أداة قوية لتحقيق العدالة، فإنها تثير سؤالاً جوهرياً: ماذا عن القضايا الأكثر مأساوية التي لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الإعلامي؟ فالعديد من الحقوق والظلمات لا يتم الانتباه إليها لأنها تفتقر إلى عامل “التريند”.

فجميع محاكم مصر بها قضايا اعتداء حقيقية بها جروح قطعية وتهتكيه ولكنها لم تحظي بسرعة في الاجراءات او محاكمة عاجلة لانها كانت بعيدة عن الاضواء.

وهذا يقودنا إلى سؤال خطير حول الرسالة التي نرسلها إلى شبابنا، ففي مجتمع تُكافأ فيه الشهرة والتريند، قد يعتقد الشباب أن هذا هو الطريق الأسهل للنجاح، بعيداً عن الجد والاجتهاد.

ولنا في من تدعى “سوزي الأردنية” مثالاً، هذه الشابة التي لم توفق في التعليم، لكنها أصبحت نموذجاً للشهرة والمال من خلال عملها في “التوك توك” وتصوير يومياتها، ما يرسخ فكرة أن النجاح قد يأتي من خلال أي طريقة طالما أنها تحقق الشهرة.

هل أصبحت حقوقنا رهينة التريند؟

إن هذه الحالات تُظهر أن القانون يتفاعل مع غضب الشارع، وأن التريند قد أصبح قوة مؤثرة في تحقيق العدالة، لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان أن هذه العدالة لا تقتصر على من يملكون أضواء الشهرة، وأن حقوق كل مواطن مصونة بغض النظر عن مدى انتشار قضيته.

وفي النهاية نتمي أن تلقي جميع القضايا هذا الاهتمام والعقوبات الرادعة والمناسبة، تحقيقًا للمصلحة العامة.

هل لديك قضية أو استشارة قانونية؟

لا تتردد في التواصل مع مكتبنا.

للتواصل ت/ 01028134004

للتواصل معنا

📞 01028134004

📍 العنوان: قطور المحطة - شارع المحكمة - مقابل الشهر العقاري - الدور الرابع علوي بالبرج الاداري - مركز قطور - محافظة الغربية

💬 تواصل عبر واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top